الرافعيّ سوريّ الأصل، مصري المولد إسلامي الوطن، فأسرته من طرابلس الشام، يعيش على أرضها إلى اليوم [بعد وفاة الرافعيّ بعام] أهله وبنو عمه، ولكن مولده بمصر، وعلى ضفاف النيل عاش أبوه وجده والأكثرون من بني عمه وخؤولته منذ أكثر من قرن(1)»
ولد في (بهتيم) وهي من قرى القليوبية بمصر الكنانة، وذلك –على أصح الأقوال– في يناير سنة 1880، في دار جده لأمه(2)الشيخ أحمد الطوخي التاجر، والرافعيّ هو الولد الثاني لأبيه الشيخ عبد الرزاق الرافعيّ.
إنّ الرافعيّ من أولئك الأعلام الذين أثْرَوا الدنيا بنتاج أفكارهم ومحصول آرائهم، إلا أنه لم يكن له حظٌّ وافرٌ من الدراسة النظامية، ذلك أنه «لم يدخل المدرسة إلا بعد ما جاوز العاشرة بسنة أو اثنتين» فتحصّل على الشهادة الابتدائية وسنه آنذاك سبع عشرة سنة أو دون ذلك بقليل، ومن قبلها كان قد عبّ عبًّا من مناهل القرآن والسُّنة النبوية فارتوت نفسه من نور القرآن ومن بهاء النبوة، ثم أخذ تعليمه من مكتبة أبيه الحافلة بنوادر كتب التراث العربي، فكان هو التلميذ والأستاذ في الآن ذاته.